الأحد، 18 يناير 2009











لعلك تبصر أول ما تنظر في وجهه ملامح عجينة لون عتقها القدم الممتد من سومر العراق حتى البوزار الفرنسي عبر خطوط لونها العشق المتعب حتى النخاع من كثرة طرق الكنفاس بمحبة وبعنف لذيذ حتى ينداح عن لوحة هي أنثى طالما صالت وجالت في أخيلة هذا العاشق القديم الذي مازال يحمل معول لونه باحثاً عن جسد من قماش وشجر مانحاً شمعها النابض لونه والخلود......
أكاديوس
- (المسؤولية) نطق بهذه الكلمة عندما أدرك أنه يعيش في منزل صغير مع والدته وشقيقته وذكرى والد رحل قبل أن يولد ॥ ذلك الالتزام إزاء حياة الأسرة الفقيرة والالتزام بالتعبير عنها فيما بعد، شكلاً بداية الفنان।
- دخل المدرسة الابتدائية، وبدأ يرسم في مراحلها الأولى .. كان (محمد خضير) معلمه الذي مهد له مسيرته القادمة وشجعه على الرسم .. كان ذلك في مدرسة (العونية)، وكان (محمد) كما يقول فائق يمتلك موهبة جيدة .. حتى صار مرشداً له في النظر إلى بهاء وشده حساسية الألوان وتمايزها .. وكانت آثار إعجابه بمرشده، وضرورة إنهاء الدراسة التي ما أحبها تظهر في اندفاع الصبي إلى الرسم والنحت حيث وجد ميله إليها، كان النحت قد جذبه في البداية، فكان يمضي أوقاتا ً طويلة في الانشغال بالطين ليصنع منه تماثيل صغيرة .. ويقول فائق حسن عن ذلك:
- " كانت معظم محاولاتي دراسات لفنانين عالميين، ومحاكاة لصور، كما كنت أرسم تخطيطات لأفراد عائلتي وصوراً من الذاكرة لنساء شاهدتهن في السوق أو المحلة .. مشاهد من المقاهي ... الخ .."
وهنا يذكر لنا فائق حادثاً طريفاً :-
- " كنت لا أمتلك (حاملاً المصور) لكنني في منزلنا البسيط اكتشفت نافذة خشبية تصلح أن تكون حاملاً فخلعتها وصنعت منها هذا الحامل !! "
ويمضي فائق أياماً طويلة في النحت والرسم، يشجعه عدد من الأصدقاء يذكر منهم (حسين علي ثرون) و (الملك فيصل الأول) و (رشاد سليم وجواد سليم) فيما بعد و(ستار القره غولي) و (حافظ الدروبي وعطا صبري) و (صبحي محمد) ॥ وكان يمضي الليل على ضوء مصباح غازي يرسم بالحبر تخطيطات دقيقة، بينما كان يقتل نهاراته بالرسم المائي والزيتي .. وفي تلك الفترة بدأ يتحسس اللون .. ولم يعرف فناناً عالمياً ألا بعد فترة عندما تعرف على (جينس بورد) من خلال كارتات .. كما تعرف على (تيرنر) وقد نقل صورة (الولد الأزرق) بدقة، كما بدأ في تلك الأيام بنقل صور لـ ((رامبرانت) .. وتنتهي الدراسة الابتدائية ويحسم فائق حسن الاختيار بين الرسم والنحت فيختار الرسم لآن إمكاناته أوسع .. ثم لآن الألوان تبهره। ويرشح بعد التخرج للسفر إلى باريس سنة 1935 .. وكان يتصور أن باريس ستعلمه ما لم يعرفه في بغداد، كما أنه سيرى أوربا التي طالما أشتاق إليها .. ومن بغداد إلى بيروت .. ومن بيروت بواسطة البحر إلى (تيرستا) ومن هناك إلى باريس بالقطار.

ويتابع فائق :
- كانت لدي رغبة في أن يستمر القطار في سيره إلى الأبد دون توقف وأن لا أصل إلى باريس التي كنت لا أعرف ما يمكن أن أعمل فيها .. كان ثمة خوف يفزعني من المدن. لكنني عندما وصلت زال خوفي، أو كانت بدأت لا أميز هذا الخوف .. وفي مدينة كبيرة متحركة، مضاءة، مضيت إلى (المدرسة الوطنية للفنون) وهناك تعرفت على الرسام اللبناني (صليبا دويهي) وقد عرفني بأستاذه (لوي روجيه) ..وقدمت له أعمالي التخطيطية، وعلى أثرها قبلني بلا تردد. وتقدمت إلى العمادة التي وافقت على دخولي بدون صعوبة تذكر!
· وما هي الصعوبات الأخرى.؟ فيقول فائق حسن، رغم تعبه الظاهر، ورغم ذاكرته التي لا تنجده دائماً في استعادة الماضي :-
- في البدء واجهتني صعوبات كثيرة، فالسير بمصاف الطلبة القدامى يعني إتقان الرسم، وقد شغلت كل طاقتي وجهدي في إتقان ومعرفة ((ماهية)) الرسم كرسم .. أما الأصالة فقد بدأت مشكلتها فيما بعد، وضمن مرحلة متقدمة نسبياً ... كان أول معرض أزوره لـ ((ماتيس)) مع زميل لي من ((البوزار)) وكان يختبر رأيي في الأعمال الحديثة وفي بعض الفنانين الجدد كماتيس .. وكان لصور ماتيس وألوانه وقع مباشر على إحساسي وإدراكي .. وقد فهمت منذ تلك اللحظة أن هناك فنوناً أخرى، تختلف اختلافا تاماً عن مدرسة ((البوزار)) والروتين المدرسي.
ومن ثم زرت اللوفر، لاكتشاف ((ديلاكروا)) ولا عجب به، وبأشخاصه، وبعالمه الشرقي الحار المتدفق حيوية وعنفاً، وبغنى المادة الزيتية التي كان يستعملها إعجاباً كبيراً .. كما أعجبت برقة (كورو) وعظمة (رامبرانت) والمدرسة الهولندية، والفلمنسكية وبالفنون البدائية (بريمتيف) وبالمدرسة الإيطالية، جيوتو بشكل خاص، ومدرسة البندقية أيضاً .. كما أعجبت بتتيان كملون من بين الفنانين الذين عاصروه .. وكانت النتيجة أن تخطيطاتي السريعة التي أقمت لها عدداً من
المعرض هي التي جعلتني معروفاً، كما كانت الحصيلة هي الاستفادة من معرض ((الخريف)) ومعارض الفنانين المستقلين. فقد كانت الأعمال المعروضة هناك حديثة ومعاصرة وكانت أهميتها بالنسبة لي تفوق حصيلة دراستي الخاصة في (المدرسة الوطنية للفنون) .
أبن فقراء ..
- ثم أعود إلى بغداد، ولكن مفهومي لأصالة الفن لم تتكون فجأة، فقد كانت جذور المدرسة الفرنسية مسيطرة علي. وحتى الحرب العالمية الثانية، ولوجود عدد من البولونيين الثائرين (على طراز مدرسة بونار وما بعد الانطباعية) .. ومع جواد بدأنا نتفهم إشكالات الضوء واللون وتفاعل حساسية القيم الضوئية فيما بينها ككيان. كما بدأنا نتفهم تعقيدات الفورم. وبعدما بدأت، كما بدأ جواد، بفهم عمله.
· كيف كنت تفهم الأصالة ..؟
- الفنون الصحيحة ((الأصلية)) : الفنون التي لا تعتمد على المحاكاة والتقاليد .. أنها الفنون التي تتأسس وتتكون لأول مرة على قماش الصورة من خلال فهم جديد ومعاصر لمشكلات الرسم والفن بشكل شامل وكلي.
- وفي بغداد، بعد الحرب العالمية الثانية، ينشغل الفنان مع عدد أخر من الفنانين الرواد- بمعالجات لمواضيع شعبية، مستغلاً إمكانيات اللون للتعبير عن ((حياة بسيطة)) فيقول:
- أني أبن فقراء وأعيش في منزل بسيط .. تلك هي طفولتي الأولى، ولذلك لم أنجذب إلى المدينة بشوارعها المكتظة الصاخبة، أنما تابعت الموضوعات التي تعالج حياة القرية ببساطتها .. كنت أرى وراء الشوارع الكبيرة وخارج نطاق المدينة حياة أولئك البشر الذين أحببتهم ووجدت إنسانيتي معهم ...
ما هو أهم حادث بارز في حياتك ..؟ أجاب بغضب مكتوم:-
- لا .. أنا رجل غير عاطفي! وظروفي الصعبة، والقاسية جعلتني أكون نفسي بنفسي .. والتغلب على المشاق، ذلك الحادث المعقد مع حياتي كلها ((وهو لا يعني تراجيديا يمكن أن تجعل مني إنسان شاذاً وغريب الأطوار)) هو الذي أوصلني إلى واقع الإنسان وأصالته.
· المعروف عن فائق حسن أنه أتسم في معظم أعماله، وأشتهر بهذا بالبراعة النادرة في استعمال اللون. أساله:-
· هل فكرت في أن يكون لديك اللون رمزاً، أم أنك، كما أرى ذلك في أعمالك تجعل اللون وسيلة وغاية واقعيتين للتعبير الحسي عن الواقع ..؟
· اللون؟ لا أستطيع تحديد إمكانياته أو جعله كما تقول ((رمزا)) لشيء .. والألوان عندي وسيلة تتبع الموضوع دون شك .. وهي تكون كاملة المعنى عندما تتكون في مساحة اللوحة ..
· الأحمر، كان من الألوان المحببة لديك دائماً.؟
- لأن اللون الأحمر يمتلك حيوية وضوءا وتأثيراً ويعطي كذلك دفئاً للألوان الأخرى .
· هذا اللون بالذات، ألم يكن رمزاً ..؟
- لم أقصد به رمزاً لأي شيء، في أية حالة من الحالات .. اللون يمثل اللون! ولآن مجموعة ألوان لوحة ما تعتمد أساساً على نظام لوني لمساحات معينة ومتوازنة تتجاوب وتتعاكس وترتبط باللوحة في أن واحد .. لقد جعلت من اللون الأحمر بصورة عامة مركزاً للصورة أو (مركز حيوية اللوحة) . فاللون الأحمر يجلب الانتباه أكثر من أي لون أخر ولكن ليس بمفرده، بل بترابط مجموعة معينة من الألوان تساعد على إبراز شخصيته .. ولا يقتصر هذا الترتيب وطبيعة الحال على الأحمر حيث يمكن وضع لون أخرى محله ليقوم بنفس الدور حسب نظام أخر يقوم به الرسام.
أجل .. أحب هذه الخيول :
· هل تعتقد بأن الفنان كلما نقدم في الخبرة أستطاع أن يتقدم في العمل ويتجاوز المراحل السابقة ..؟
- دون شك، وهذا ينطبق على جميع الأنظمة والحالات الأخرى ..
· هل لديك تصور محدد للعمل – في الذهن – يتم تنفيذه بعد ذلك بفعل حساسية لونية خاصة ..؟ وكيف يحدث ذلك أو كيف تفكر في عمل وتنفيذه ..؟
- عندما أرسم عملاً ما، فأني لا أشرع فيه مباشرة، بل أخطط له في ذهني ولساعات عديدة ربما، وذلك من حيث تكامله في الشكل وتوزيع الكتل، وبعد ذلك أنفذه على قماش اللوحة. وأنا نادراً ما أغير فكرة الموضوع .. فما أن تتكامل اللوحة في ذهني حتى تكون قد تكاملت تقريباً فوق القماش. أن العملية نظهر لي كأنها نقل صورة من مكان – في الرأس- إلى مكان في الوجود المادي .. لذلك لا أجد ضرورة، بصورة عامة، إلى تغيير جزء من أجزاء الصورة ألا إذا شعرت بوجود نقص أو جزء غير موزون أو (نشاز) في الموضوع.
· هل تقسم حياتك إلى مراحل ..؟
- لا، لأن حياتي مرحلة متسلسلة من الجهود في اختصاصي ..
· أي شعور يراودك عندما تنجز عملاً تعتقد أنك نجحت به ..؟
شعور الكائن الذي يتجدد .. أنه مثل تنفس الهواء .
بيكاسو ..
· ماذا يعني لك بيكاسو ؟
- بيكاسو يعنيني كباقي الفنانين، ألا أن ما يمتلكه من سرعة البديهية والدينامية، يجعله مختلفاً عن فنانين آخرين يماثلونه ضمن شخصياتهم وأساليبهم الخاصة في القدرة ...
ثم يردف :
- بيكاسو واحد من مجموعة كبيرة من الفنانين .. ولا أعتقد أنه هو فريد عصره .. ولكنه بحكم الفترة التي عاش فيها والجيل الذي عاصره يختلف اختلافاً بينا عن الجيل الحاصر وطراز تفكيره وطموحاته.
· في عام ((1958)) يرسم فائق حسن ملحمته الشعبية المعروفة ((الحرية)) وهي جداريه في الباب الشرقي. ويرسم أيضاً ضمن ذلك الأسلوب عدداً كبيراً من اللوحات ... لكن فائق يجرب أساليب عديدة، وضمنتها التجريد .. وأترك فائق حسن يوضح مشكلة الأسلوب وما أراد إنجازه خلال رحلة العمر :
- (( من يقول بأنني أريد أن أعمل أسلوباً محدداً بهذه السهولة والبساطة، فأنه في اعتقادي لا يدرك جوهر الفن، فالأسلوب المجدد شاق، وماذا نفعل إزاء التأثيرات التي ولدنا فيها والتي تدربنا عليها .. وحتى إذا أراد الفنان أن يكوّن ((أسلوبه)) فأنه سيجد نفسه، بدون شعور، يتجه إلى ذاكرته، وسيصل إلى وضع لم يكن يريده، بل لعله كان يريد أن يجرد منه .. وكيف أقول لك عن تحولاتي وتجاربي وكيف أوضح ؟! (وقال فائق حسن بحده من يدرك صعوبة السؤال المؤجلة أساساً من ذات الفنان إليها):
- ((كل ما في الأمر أنني مررت بعدد من الأساليب ومارست اتجاهات مختلفة وكنت أفكر بأنه هو القصد المطلوب وأقول لك بدون خجل، أنني لم أتوصل بعد، للغاية أو ((الأسلوب)) الذي أرغب فيه، والذي أعتقد بأنه سيكون أسلوباً أصيلاً ..))
أحلم .. لا أحلم .. !
· بماذا تحلم؟ تألقت عيناه بذلك البرق الصافي الذي يحددك في مكان كأن الناظر إليك يقوم لعمل سحري .. وأدركت أن سرا أي فنان، كامن في النظر وأن تجليات الحواس والعقل فيما بعد، سران يصعب معرفتها، ألا في الأعمال ذاتها))
أجاب بدهشة:
- لا أحلم .. لكن هناك صعوبات شاقة، أعني: ماذا حصلت خلال حياتي كلها ؟! . أجل، لكني سأتابع التزام المسؤولية الأولى، ومسؤولية الإبداع .. قلت فجأة:
· الإبداع .. ما هو الإبداع ؟
- هو الأخر أمكانية شخصية ولا علاقة لها بالحلم .. الإبداع هو القدرة الفذة مع الحس والشعور في الكشف والخلق، والإبداع يأتي من غزارة المعرفة والخبرة والممارسة الواعية للعمل الفني، وناحية أخرى هي الإحساس بالواقع النقي، وهو النشوة لنجاح العمل، ولكنها نشوة تحدث في لحظات .. والرضا عن العمل شيء ليس بالسهل ..
· وفي الحالات المعاكسة ..؟
- أترك الصورة بشعور لا أقول أنه الفشل أو اليأس، ولكنني أعود إلى العمل في وقت أخر، لأن فشل الموضوع قد يكون بسبب ظروف غير ملائمة، أو لعقم في محتوى الموضوع.
· في أعمالك غنائية وجمال، وفي عملك الأخير المعروف في البينالة، نكاد نفتقد تلك الغنائية .. هل هذه بداية لوضع جديد ..؟
- لا أعتقد أن عملي الأخير فقد الغنائية، وعندي أنه لا يختلف كثيراً عن أعمالي الأخرى بنضجه وتراجيديته .. أن المشهد الذي قدمته في هذا العمل ليس غريباً على الناس، ولكنه غريب على الذين يرتادون سباق الخيول!
· في الكثير من أعمالك نشاهد الخيول .. ما هو تفسيرك لذلك ..؟
- أنني رسمت الحياة غير المترفة .. والرسم بغنائية وجمال لا يعني ترفاً .. والخيول، كما اعتقدها تمثل رمزاً وواقعاً معاً لحياة القرية ولبلدي .. فالحصان رمز أصالة. ثم لماذا لأرسم هذا الكائن الجميل جداً والمفيد والمحبب إلي والذي هو رمز للنبل والكرامة والحياة.
· هل تنجز عملاً وتبدأ بأخر ..؟ وكم يستغرقك أنجاز العمل الواحد ..؟
- مرات أنشغل في أكثر من عمل. ومعدل عمل لوحة متوسطة الحجم هو ((12)) ساعة عدا الفكر طبعاً، وفي بعض الأحيان لا تستغرق اللوحة أكثر من ساعة أو ساعتين وتكون كاملة بمعناها الفني.
جواد .. والحب .. وسوزان:
· كيف استفدت من التراث وكيف تستفيد منه ..؟
- هناك إمكانات غنية ومنابع مهمة جداً لتكون فن موضعي (محلي) عراقي، لا كتقليد حرفي لهذا التراث بل للاستفادة من مزاياه وصراحته وبضمنه الفن الإسلامي .. التراث من ناحية (الفورم) واللون والتعبير استفدت منه كثيراً ..
· من من الفنانين العراقيين يعجبك ..؟
- لا أجيب على هذا السؤال !.
· جواد سليم مثلاً ..؟
- الفترة التي عاشها جواد ذهبت ...
· أذكر أنك قلت ذات مرة بأن جواد كان ملوناً بارعاً؟
- جواد سليم تفهم وعرف الإمكانيات التي تكون اللون، ولكنني لا أستطيع أن أقول أنه كان ملوناً بارعاً.
· هل تكتب يوميات.؟ ولماذا ..؟
- لا، لأنني لا أرعب بتدوين شيء أو لآن تفاصيل حياتي ودقائقها لا تهمني، ولآن كل ما يهمني هو سير عملي الفني والإنجازات التي أرغب بإنجازها.
· الحب ..؟
- صعب تعريفه .. شعور مرتبط بالكثير من المعاني. الحب ليس المرأة وحبها، فهناك تصور كلي للحب وأنا غير قادر على تعريفه ..!
· أكان تعرفك على سوزان وحبك لها دافعاً مساهماً لعملك الفني بشكل خاص ..؟
- سوزان شريكة حياتي بالمعنى الكامل بما في ذلك عملي .. وسوزان كانت الدافع الأكبر في مسيرتي الفنية.
وأسرار ذلك الواقع في تفاصيله الغامضة والسرية والكشف عنها ...
· الإبداع وحرية الفنان، والالتزام ..؟
- أن حرية الفنان مرتبطة بإبداعه وبرؤاه الحضارية، وتفهمه للتأريخ وهو هنا، خاضع للمستقبل .. وأنني أعترف بوجود التزام محمد في الالتزام، لكن يبقى هناك أمر مهم هو الحرية التي تعني حرية الإبداع والكشف عن الأعماق بأصالة حرة .. أعني: أن الإبداع مشروط بالفهم العلمي للحياة البشرية يعني تكاملاً في بنية الفنان المستمرة، والحرية هي التجاوز المستمر ..
· كنت قد شاهدت لك عدداً من الأعمال غير الشعبية أو التجريدية بالذات فماذا تقول عن ذلك ..؟
- قلت لك أنني أجرب، وأنا إذ أهتم بالحياة والموضوعات غير الشعبية، فهذا في الأخير، يكون شعبياً، أنه اهتمامي بالحياة العائدة إلى طفولتي .. أم بماذا أحلم؟ آ .. لا أحلم، فأنا أقاوم صعوبات واقعية جداً وأجد لها حلولا .. الحياة ليست حلماً .. وقد يكون هذا، حسب رأيك حلماً، لكن أنا لا أعتقد بأن ذلك حلم، إنما هو الواقع الصعب والذي تبرهن عليه جميع الحقائق البشرية والعلمية على أنه حادث لنا عملياً وفي كل الأشياء ..

مجلة آلف باء / 1974

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق